mercredi 14 janvier 2015


شارلي  إيبدو" والعدد المُرتَقب: اختبار الجمهورية


عيسى مخلوف    بدرالدين عرودكي     سلام كواكبي

 
.

المصدر: "النهار"

13 كانون الثاني 2015 الساعة 20:23

قد يُموَّه ويل المجزرة التي أصابت "شارلي إيبدو" حين تتوجَّه الأنظار بكثافةٍ مُفرطَة نحو المُنتَظر في عدد الأربعاء كأنه عمق الحدث. تحضر حاجةٌ الى تفحُّص الحسّ التهكُّمي أو التثبُّت من كسْرِ جذوته، ومن طبيعة الأبصار أن تُصوَّب على العدد الأول بعد المذبحة. لن تنكفئ المجلّة المفجوعة عن ضخّ الرسائل وسيتضمّن صدر غلافها نبي الإسلام محمد متبنياً شعار "أنا شارلي". توحّد العالم شعوباً وحكومات حيال رفض كمّ الأفواه بالقتل، وقدَّمت باريس نموذجاً تاريخياً في عظمة الوحدة. تحيل كاريكاتورية النبي ضمن غلاف العدد، رغم دماءٍ أُريقَت، على سؤالٍ عن احتمال تزعزع المشهد الوحدوي الذي لفّ فرنسا. نسأل الكاتب والشاعر اللبناني عيسى مخلوف، والكاتب والمترجم السوري بدرالدين عرودكي ونائب مدير "مبادرة الإصلاح العربي" الباحث السوري سلام الكواكبي قراءةً في عزم المجلّة على عدم الإذعان للتهديد، هم المقيمون في باريس المُتمسِّكة بالحرية قيمةً لا تردعها مخاوف ولا تضبطها سماء.

لا تُسأَل فرنسا عن المساومة على حرّيتها
 


قَصَد عيسى مخلوف السوق عازماً على حجز نسخته من عدد الغد، إذ بلَغَه أنّ بعضهم يُسارِع الى ذلك تحسُّباً لنفاد المتوافَر. يفضّل عدم التهوُّر في إبداء رأي قائم على صورة، أو المُباشَرة في تفسير النيات قبل اطلاعٍ على الافتتاحية وما يتضمّنه العدد. تُصدِر "شارلي إيبدو" الأربعاء 3 ملايين نسخة بنحو 16 لغة حول العالم. ليس من قبيل الإحاطة الموضوعية بالحدث قراءته وفق الظاهر من صورة الغلاف. لمخلوف هذا الرأي، يُرفقه بشرحٍ عن دقة الموقف والحذر السائد. أمامنا عددٌ مُختَزلٌ بصورة، فنسأله قراءةً في الدلالات. يسترجع دعوة المسيح الى التسامح: "اغفر لهم يا أبتاه..."، ليقول أنّ المُراد من رسم الرسول تسامحٌ مشابه. "مرة أخرى، يتوقف الأمر على مطالعة الإفتتاحية والمضمون. تصعب الإحاطة التامة بالنيات: هل القصد استفزاز أم انتقام أم تسامح. في فرنسا حرية تعبير مطلقة لا تستثني مقامات أو مناصب. وثمة أيضاً مسألة الإسلام السياسي في وجهيه المعتدل وما نشهده اليوم من تكفيرٍ يتمدد. إنني لو سُئلت رأياً في هذا الشأن لأجبتُ بتفضيل عدم الإشارة الى ما يمتّ للإسلام والمسلمين وسط هذا التشنّج الطافح. لكنّ فرنسا لا تُسأَل أي تنازلات. قد تطرح أميركا جدلاً حول "المسّ بالمقدّسات". في فرنسا الجميع أحرار. هرَعَ الملايين الى الشارع الأحد رافضين المساومة على الحق في الرأي. ما قد يدعو الى التوجُّس إمكان قيام بعض المتطرّفين بسلوكٍ تخريبي ضد ما يعتبرونه "تدنيساً" أوردته المجلّة. يغذّون اليمين المتطرّف وفي مزعمهم أنّهم ينتصرون للحق. نعم، إننا في وضعٍ حَرِج. أشبه بمَن يسير وسط ألغام توشك في كلّ حين على الانفجار".

"الثأر المبطّن" ودحض إظهار النبي بالضرورة

يقطع بدرالدين عرودكي الطريق الى الجزم بأنّ المُتصدِّر غلاف عدد الأربعاء هو بالضرورة النبي. "لا أدري إن كانت صورة النبي كما تقول وسائل الإعلام. إنها صورة رجل معمَّم يحمل ما حمله المتظاهرون إثر مجزرة 7 كانون الثاني: "أنا شارلي"، تعبيراً عن تضامن واستنكار. أرى في الغلاف محاولة ذكية للتمييز ما بين القتلة والمسلمين". يرفض قولاً بأنّ "المجلة تعود". إنها "تتابع ظهورها الأسبوعي الدائم. الفارق أنها تطبع 3 ملايين نسخة، وذلك يتيح لها فرصة التنفس بسبب مصاعبها المالية المتراكمة".

ماذا عن احتمال "ثأر مبطّن" تصوّبه المجلّة الى محاولي إسكاتها عبر عدم التردد في رسم الرسول؟ يقدّم لهذه الفرضية دحضاً حاسماً: "لم نشهد في التظاهرات التي عمت فرنسا دعوة الى الثأر من المسلمين. ثمة وعي مذهل لدى مَن خرجوا في شوارع باريس والمدن الفرنسية الأخرى بضرورة التمييز ما بين القتلة والمسلمين. وهذا دليلٌ الى تفوّق قيم شعب واعٍ مثقّف حضاري وسياسي بامتياز". يستثني اليمين المتطرف الذي يردّ علل فرنسا إلى اللاجئين من العرب والمسلمين. "ثمة بعض السياسيين الفرنسيين من اليمين الذي راح يزايد في قضية اللاجئين على اليمين المتطرّف، كالتصريح الذي أدلى به نيكولا ساركوزي بضرورة السيطرة على مسألة اللاجئين وتدفقهم على فرنسا، متجاهلاً أن قتلة صحافيي "شارلي إيبدو" فرنسيون نشأوا في فرنسا. المشكلة تكمن هنا: كيف حدث أنّ من ارتكب هذه الجريمة يحمل الهوية الفرنسية؟ كيف حدث أنه ليس لاجئاً؟ لماذا يذهب فرنسيون إلى القتال في سوريا؟ كان أولى بالمسؤولين الفرنسيين أن يطرحوا أولاً هذا السؤال".

نعود الى صورة الغلاف وما يحوطها من تأويلات. يُبقي عرودكي على التشكيك بلاهوية الرسم: "لماذا تكون صورة النبي لا صورة ترمز إلى المسلم عموماً؟ هل لدى أحدٍ صورة للنبي؟ ثم أين ملامح الثأر المبطَّن؟ هل الصورة وما كتب عليها ردّ الصاع؟ من ناحيتي، وقد أكون سيئ الفهم، لم أر ذلك".

العجز حيال قراءة أعمق من الأولى

تبدو واردة السخرية من مقاربةٍ تُشبِّه السلوك الفرنسي إزاء المِحن بسلوك بلدان العالم الثالث العازمة على الانتقام بالمِثل. "في مجتمع القيم، لا مكان للاقتصاص بهذا الشكل"، ينقل سلام الكواكبي مزاجاً ولدّته العِشرة. يستعيد شارْب الساخر منذ تسعينات القرن الماضي من همجية البنية الصهيونية، والآتي حينها على موقف صريح من الصراع العربي- الإسرائيلي لمصلحة القضية. يؤكد حضوراً راسخاً للسخرية في الثقافة الفرنسية، "وهي إذ لُمِحَت في الثقافية العربية الإسلامية بكثرة في مرحلة خلت، فإنها أذعنت للأفول إزاء طغيان الاستبداد والتصحُّر الفكري. بات بعض العرب يقرأ الرسوم الساخرة بدرجتها الأولى من غير بحثٍ في الخلفية". نستطردُ، كما دائماً، ثم نستدرك العودة الى الصُلب. هل يُرخي غلاف "شارلي" إمكان اهتزاز مشهد الوحدة الذي نالته المجلّة وسط حال دهشة أبهرت العالم؟ يقدّم الكواكبي قراءة قوامها النيات الطيّبة: "النبي في الرسم يتضامن مع الضحايا كما المفروض من حامل الرسالة السموية. يذرف عليهم الدمع ويُظهِر تجاههم الصفح. ثمة عبارة تقول: "كلّ شيء مُسامَح". إنها رسالة محبة الى المسلمين، لا المتعصّبين. ثم يأتيكَ غير مطلّعٍ على ماهية الفن الكاريكاتوري قائلاً: النبي مشهور بوسامته وجماله، فكيف تُبشّعه "شارلي"؟ لم يفقه هؤلاء أنّ الكاريكاتور ليس موناليزا دافنشي، والفنان صاحب الريشة يصنع رسماً من فكاهة. تولّت المجلّة استهزاءً لم يرحم أحداً. يتمسّك الفرنسيون بالحرية والعدالة أقَرَأوا "شارلي" أم اتهموها بالمبالغة والإساءة. خرجوا بالملايين يقولون: مسلمين، مسيحيين، يهوداً، كفاراً، ملحدين... كلّنا شارلي، في مشهدٍ لم يلتئم منذ الحرب العالمية الثانية".

تأكيدٌ آخر بأنّ فرنسا لا تساوِم: "لا شأن لفرنسا كدولة في ما يحدث على صفحات "شارلي". لا تسمح ولا تمنع ولا تفرض أي رسم. هذا خيار الضحايا بالتعبير عما حصل". نسأله احتمال أن تشكّل "عودة" المجلّة برسمٍ للنبي "صدمة" في الداخل الفرنسي أو ارهاص امتعاض؟ يجزم نافياً: "لا شيء يصدم الشريحة الكبرى من النخبة الفرنسية الثقافية. أما بعض المتعصّبين، فسيُصدَمون. ذلك مُتوقَّع إذ الغالبية تقرأ الرسم الكاريكاتوري بدرجته الأولى. أرادت "شارلي" أن تقول كلمتها: نحن مستمرون. نحن أحياء لا نموت".

 
 

 

mardi 13 janvier 2015


حول مجزرة شارلي إبدو *

بدرالدين عرودكي

 

قبل كل شيء ودفعاً لكل سوء فهم أو تفاهم، يجب توصيف ما حدث صباح السابع من يناير 2015 بباريس وفي مقر مجلة شارلي إبدو الإسبوعية.
بإيجاز شديد: ما حدث عبارة عن مجزرة تم خلالها قتل مجموعة من الصحفيين الفرنسيين يمثلون حرية التعبير في أبلغ معانيها بل وكذلك في حدودها القصوى قام بها مجرمان بالمعنى الجنائي والاجتماعي والثقافي لهذه الكلمة وهما يزعمان الانتقام للنبي بسبب الصور الكاريكاتيرية التي سبق لهذه المجلة أن نشرتها.
ولابد فوق ذلك من التوضيح أيضاً أن هذه المجلة لمن لا يعرفها مجلة ساخرة، وقد طالت سخريتها وبصورة سليطة وغير مسبوقة، السياسيين جميعاً يميناً ووسطاً ويساراً، والمستبدين جميعاً، وكافة الرموز الدينية، على اختلاف مرجعياتها، في استخداماتها المعاصرة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتجارة السياسية العاهرة والبعيدة كلّ البعد عن الإيمان الروحاني. قد نختلف معها في بعض أو كلِّ ما تقوله أو تبثه من رسائل أو نتفق تمام الاتفاق. لكن الأهم فيما وراء ذلك هو ما تمثله لنا بعد هذا الحادث: حرية القلم.
من المؤسف أن هذيْن المجرميْن وشريكهما قُتِلوا قبل القبض عليهم ومن ثم فقد يحول موتهم دون معرفة من كان وراءهم على وجه التدقيق. لكن ما عرف عنهم ولاسيما انتماءهم إلى حلقة عرفتها الأجهزة الأمنية الفرنسية كما يبدو منذ عام 2005 باعتبارها تقوم بتجنيد الشباب لإرسالهم إلى العراق ثم مؤخراً إلى سوريا، يسمح بالتفكير بأن محرِّكاً خارجيا يقف وراءهم. من هو هذا المحرّك؟ يكفي أن نتساءل عن المستفيد من هذه الجريمة؟  ربما سنعثر على الإجابات في ردود فعل أبواق بعض الأنظمة التي تستجدي بأي ثمن إعادة تأهيلها بما في ذلك اللجوء إلى الإرهاب الذي تزعم محاربته. 
كالعادة، كانت الشماعة التي علق عليها المجرمان جريمتهما هي "الثأر للنبي". ومن سخرية الأقدار أن بين ضحاياهم مَنْ كان يحمل اسم أحمد وآخر يحمل اسم مصطفى!
سوى أنني أرى أنه يجب ألا يغيب عن بصرنا ولا عن بصيرتنا المعنى الأعمق لهذا الحدث. فقد سبق أن قتل فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، كما سبق وهشمت أصابع فنان الكاريكاتير السوري  علي فرزات. وهاهما شخصان يؤلفان جزءاً من جماعة ـ قد تكون كما زعما القاعدة في اليمن ـ  تنتمي إلى ضرب من الاستبداد، هو الاستبداد الديني في أشنع وأشدِّ تعبيراته جهلاً وتجهيلاً، يقومان بقتل مجموعة من كبار فناني الكاريكاتير في فرنسا. هل هي صدفة؟ نعلم تماماً أنه لا مكان للصدفة في عالمنا الذي بات اليوم أشبه بقرية. ومن ثم وعلى الرغم من زعمهما الانتقام للنبي بسبب الرسوم الكاريكاتيرية، وهو عذر أقبح من ذنب، فإني أميل إلى  القول إن الاستبداد لا يتجزأ. إذ بقدر ما كان ناجي العلي وعلي فرزات يندد بالاستبداد وبالمستبدين، بقدر ما كان فنانو الكاريكاتير في فرنسا، يندِّدون ـ بواسطة رسومهم ـ بالاستبداد والمستبدين في كل مكان من العالم. الجريمة أياً كان مكان اقترافها تستهدف القلم الحر بكل ما ينطوي عليه من رموز. أي حرية الرأي وحرية الصحافة التي دفع الشعب الفرنسي ثمناً غالياً طوال تاريخه كي ينالها.
سيحملنا ذلك كله على التساؤل عن الكيفية التي ستردُّ بها فرنسا خصوصاً وبلدان أوربا عموماً على مثل هذا الحدث لحماية شعوبها. مما لا شك فيه أن الردَّ الأول سيكون الرد الأمني الذي يقوم (وهذا هو الأهم!) على متابعة حلقات هؤلاء الشباب من مواطنيها الذين دُرِّبوا على القتال وعلى الاغتيال تحت ستار أو بحجة الدفاع عن الدين وعن رموزه وعلى ملاحقتهم أينما كانوا من أجل الحيلولة دونهم ودون ارتكاب مثل هذه الفظائع. وفي سبيل ذلك ستتعاون دول أوربا من أجل الوصول إلى هذا الهدف.  وهو ردّ طبيعي بلا شك مع الأمل بأن تدرس في العمق الأسباب الحقيقية التي تدفع بشباب في عمر الورد ولدوا ونشأوا في بلد كفرنسا إلى اختيار طريق التضحية بأنفسهم في سبيل أهداف لا يعلمون عنها في أغلب الأحيان شيئاً وإلى أن يكونوا على غير وعي منهم أدوات صماء لتنفيذ أهداف تتجاوز حيواتهم وعقيدتهم والشعارات التي يظنون أنهم يضحون بأنفسهم في سبيلها.
هناك ما يقارب من ستة ملايين مسلم فرنسي من أصول عربية  وأفريقية. والذين استنفروا منذ عام 2005 كما يبدو كي يُرسلوا إلى العراق أولاً ثم، منذ ثلاث سنوات، إلى سوريا من أجل "الجهاد"  هم من أبناء هذه الفئة من الشعب الفرنسي.
ما الذي يحملهم على الاستجابة إلى مثل هذا النفير؟
ذلك هو السؤال الأهم الذي يبدو لي أنه يجب أن يُطرح اليوم على السياسيين في فرنسا: كيف يمكن الحيلولة دون هؤلاء الشباب ودون الإصغاء إلى صوت لا يمت إلى العقل بصلة؟ كيف يمكن تأمين الشروط الاجتماعية والاقتصادية كي يدركوا أن بوسعهم أن يخدموا مثلهم العليا كلها في مجتمع يحترم هويتهم  وخياراتهم وآرائهم حين يضمن لهم فيما وراء ما ضمنه لهم من مجانية التعليم وحرية الرأي والكرامة بالقانون وحرية الانتخاب فحسب بل وكذلك اختيار المهنة التي يريدون وأن يعاملوا على قدم المساواة مع كافة المواطنين دون النظر إلى اسمائهم أو ودينهم أو أصولهم؟
ذلك في نظري هو التحدي الأكبر الذي ينتظر أن تواجهه السلطات الفرنسية. ولابدّ من مواجهته من أجل العثور على حلٍّ لابد منه على المدى المتوسط والبعيد كي لا تستحيل جموع الشباب إلى قنابل موقوتة تهدد لا المجتمع الفرنسي فحسب بل كل ما يمثله على صعيد الحرية والديمقراطية.

 


 

samedi 10 janvier 2015


بدر الدين عرودكي :الديكتاتوريات الأبدية دفعت بالحركة النقدية نحو الانحطاط الكامل

الكاتب السوري يؤكد أن تماهي المثقف مع السلطة وتأييده لها يفقده صفته تمامًا*


 

العرب- حنان عقيل

القاهرة- د. بدر الدين عرودكي، كاتب ومترجم سوري بارز، كتب في مجالات النقد الأدبي والسينمائي والمسرحي والموسيقي والفنون التشكيلية، أنجز العديد من التراجم الهامة والتي تقرب من الثلاثين كتابًا، والتي تم نشرها في عدد من البلدان العربية على رأسها مصر ولبنان وسوريا، كما نشر عددًا من الدراسات في مجال علم الاجتماع الثقافي، له عدد من الترجمات البارزة مثل (ثلاثية حول الرواية: فن الرواية، الوصايا المغدورة، الستار) لميلان كونديرا، وكتاب "معك" لسوزان طه حسين، و"الآخر مثلي" لجوزيه ساراماجو .. عن أوضاع الثقافة والترجمة وغيرها من الأسئلة الشاغلة كان لنا معه هذا الحوار.

هموم الترجمة

 في البداية تحدث بدر الدين عرودكي عن أحوال الترجمة في العالم العربي، وهل تتجه إلى الازدهار أم الانتكاس قائلًا "لا أظن أن حركة الترجمة تتجه نحو الازدهار في عالمنا العربي. ربما العكس هو الصحيح. هناك مشروعات هنا وهناك. المركز القومي للترجمة في مصر مثلاً، وهو مؤسسة عامة،  أو المنظمة العربية للترجمة في لبنان، وهي مؤسسة خاصة. لا يمكن للمرء إلا أن يثني على كلا الجهدين على قصور إمكاناتهما المادية.. أول ما يذكر لهذين المركزين أنهما اعتمدا مسألة حقوق الترجمة مبدأ لنشاطهما. كل الكتب التي ينشرها المركز بالقاهرة أو المنظمة ببيروت كتب مجازة من أصحاب الحقوق في لغاتها الأصلية. تلك مسألة شديدة الأهمية في نظري. لكن وجود زهرتين لا يمكن أن يؤلف حديقة.. وهنا أساس المشكلة".

وأكد عرودكي أن من أبرز أوجه القصور في حركة الترجمة "غياب التنسيق في مجال الترجمة والنشر؛  إذ رغم وجود اتحاد للناشرين العرب يضم عمليًا الغالبية العظمى من الناشرين في البلدان العربية، لا يزال كل ناشر يعمل منفردًا في حقل الترجمة. فالكثير من الكتب تمت ترجمتها عدة مرات ونشرها ناشرون مختلفون في بلدان عربية مختلفةَ دون أي تنسيق."

واستطرد "ثانيًا عدم احترام الناشرين العرب في غالبيتهم العظمى لحقوق المؤلف، إذ لو فعلوا لاكتشفوا مثلاً أن حقوق هذا الكتاب أو هذه الرواية قد بيعت لناشر ما ومن ثم فلا حاجة لشراء هذه الحقوق مرة أخرى، ولدَفَعَهُم ذلك إلى العمل على ترجمة كتاب آخر لا تزال حقوقه متاحة للغة العربية.  سوى أن غياب مهنة التوزيع تسهم في انتهاك حقوق المؤلف للتفرد بطبع الكتاب في هذا البلد أو ذاك. فما دام من شبه المستحيل (رغم معارض الكتب السنوية في العالم العربي) توزيع الكتاب المترجم والمنشور في بلد ما خارج هذا البلد بسبب الحدود المغلقة أمام الكِتاب في البلدان العربية، فإن الناشر مضطر إلى ترجمة الكتاب ونشره دون أن يعبأ بحقوق المؤلف من ناحية ولا بما يترتب على ذلك من نتائج وخيمة على الصعيد الثقافي."

وأضاف عرودكي: "أيضًا هناك تفاوت مستوى الترجمة والمترجمين. قد لا تكون هذه المشكلة وقفًا على الترجمة إلى العربية. لكن هذا لا يعني عدم ضرورة معالجة هذا الأمر الذي انتبهت إلى خطورته دور النشر الغربية. لكن كيف يمكن للعرب أن يتداركوا مثل هذا القصور وكلٌّ منهم هو في واد؟ و أخيرًا هناك مشكلة المصطلحات في الترجمة. وهي مشكلة حقيقية وشديدة الخطورة ولا سيما في ترجمة كتب العلوم الاجتماعية والإنسانية. ومن المؤسف أن أيًا من المؤسسات اللغوية العربية لا يقوم بما يجب القيام به في هذا المجال، أي محاولة العمل على توحيد المصطلحات واعتمادها رسميًا وإلزام المترجمين باتباعها. إذ حتى القواميس تتباين في اعتمادها هذا المصطلح أو ذاك وتسهم بالتالي في المزيد من البلبلة والتشويش."

محاولات

وردًا على سؤال "إلى أى مدى يمكن اعتبار المترجمين في الوقت الحالي خائنين للنص الأصلي؟ لفت عرودكي إلى "أن لكل لغة نسقها وتاريخها وإيقاعها. كما أنَّ لكل كلمة في كل لغة من لغات العالم أيضًا تاريخها الخاص ودلالاتها المتعاقبة وما تنطوي عليه من شحنات ومعان، بالفعل أو بالقوة، في القواميس وفي الحياة. وإذا كان من السهل أو من الممكن العثور لكل كلمة في لغة ما على ما يقابلها في المعنى المباشر في لغة أخرى، فإن من المستحيل أن تتطابق هاتان الكلمتان في تاريخهما وما تنطوي عليه كل منهما من معان ودلالات ومضامين."

واستطرد: "يكاد المترجم الذي يدرك كل ذلك أو أكثره في اللغة التي يترجم عنها مثلما يدركه في اللغة التي ينقل إليها، أن يسير وهو يقوم بالترجمة على طريق مُعبَّدٍ بالجمر..تلك هي المشكلة الكبرى ولا سيما في ترجمة المبدعات الأدبية. وربما لهذا السبب جرى تعبير الخيانة على الألسن وبالأقلام.. لهذا أجد التعبير الذي استخدمه عالم التاريخ الاجتماعي العربي جاك بيرك حين ترجم القرآن إلى الفرنسية مناسبًا تمامًا: فقد سمّى ترجمته هذه: محاولة. وأعتقد جازمًا أن كل ما نقوم بترجمته في مجال النصوص الأدبية لا يخرج عن هذا المعنى: محاولة.. أو محاولات."

هيمنة الديكتاتوريات

وانتقالًا للحديث عن الحركة النقدية في العالم العربي قال عرودكي "لا أدري إن كان بوسعنا الحديث عن "حركة نقدية" في العالم العربي. تفترض الحركة النقدية وجود نقاد ومناهج وحوارات ومتابعات نقدية على مختلف مستويات المنابر الثقافية. من المؤسف جدًا أن مثل هذه الحركة كانت شديدة الحيوية في القرن الماضي ولاسيما في نصفه الأول وفي بلدان عربية كانت منارة ثقافية في ذلك العصر وأعني مصر وسورية ولبنان. لكنها سارت بعد ذلك ومنذ هيمنة الديكتاتوريات الأبدية والوراثية وخصوصًا في سورية نحو الانحطاط الكامل. لقد طال هذا الانحطاط المدارس بقدر ما طال الجامعات بحيث صارت هذه الأخيرة أقرب إلى التجهيل منها إلى التعليم لاسيما وأن معظم الأساتذة فيها من الأجيال الجديدة قد نشأ وتربّى وتكوّن في حضن هذه الديكتاتوريات وتحت رقابتها. لا يمكن لأيِّ حركة نقدية أن تزدهر إلا في مجتمع تسود فيه الحرية التي لا يمكن في أجوائها أن ينحدر التعليم ولا الجامعة ولا الطفيليات الثقافية من كل نوع. كانت نتائج ما حدث في سورية خلال الخمسين عامًا الماضية على هذا الصعيد واضحة للعيان قبل عام 2011، وها نحن نرى انفجار الأصوات السورية منذ أربع سنوات الآن، وهي أصوات كانت مكمَّمة أو هامدة أو مرغمة على الصمت بفعل احتلال الطفيليات للساحة الثقافية. وما نقرؤه اليوم لهذا الجيل الجديد من السوريين الذي تبعثر أفراده في جهات العالم الأربع يبرهن على هذه الحيوية التي كانت كامنة في الأعماق. لا يمكن اليوم، مع ذلك، أن نتحدث عن حركة نقدية بالمعنى الذي عرفناه من قبل كما قلت، لكن ما ينشر اليوم يبشر بالكثير".

آفة الجوائز

وفيما يتعلق بالجوائز الأدبية وأهميتها أكد عرودكي "أن الجوائز كثيرة هذه الأيام، الرسمي منها أو شبه الرسمي (التي تنشؤها مؤسسات الدولة أو من يقوم عليها ويحمل أسماءها من ملوك أو أمراء أو حكام)." لافتًا إلى "أن جائزة الدولة تمنح اعترافًا من الأمة بمبدعيها بعد مسار طويل من العمل والإنتاج، وبعد اعتراف قال به أساسًا الجمهور الذي قرأهم وتابعهم وأكبر إبداعهم ومنحهم بالتالي الشرعية التي تسمح لممثلي الأمة أن يكرموهم باسمها حين يمنحونهم ما يسمى جائزة الدولة. أما الجوائز الأخرى فهي تمنح عادة لعمل أدبي أو أكثر. وفضيلتها أنها تقدم للفائز مبلغًا من المال قد يقدم له حلولاً لمشكلاته المادية لكنها لا تحقق له بذلك الغاية التي يصبو إليها كلُّ كاتب من حيث المبدأ: أن يكون مقروءًا وأن تطال كتاباته أكبر عدد من القراء. وهي آفة هذه الجوائز التي ما إن تمنح وتقوم حولها ضجة صحفية تدوم يومًا أو بعض يوم حتى تهمد ولا يذكر أحدٌ هذه الجائزة سوى أصدقاء الفائز ومن كان منافسًا له."

واستطرد: "الجوائز التي تمنح في الغرب، وفي فرنسا على سبيل المثال، تستدعي إذ تُمْنَحُ عددًا من القراء لشراء وقراءة العمل الأدبي الذي منح الجائزة لم يكن الفائز يحلم بالوصول إليه من قبل. عددٌ يبلغ أحيانا ثلاثمائة ألف قارئ وأحيانًا يتجاوزه. في حين أن قيمة الجائزة المادية تكاد لا تتجاوز عشرة يورو!  تبدو وظيفة هذه الجائزة إذن مجرد دليل للقارئ إلى المُبدَع الذي تراه الأفضل هذه السنة أو تلك في الرواية أو في الشعر أو في النقد. ويقوم الجمهور الواسع إذ يعمل برأي اللجنة في تكريم الكاتب بقراءته وبشراء كتابه الذي سينال حصة من ريعه..هذا فضلاً عن الجو الثقافي الحيوي الذي يتيحه موسم الجوائز على صعيد النشر والنقد والمتابعات النقدية في وسائل الإعلام على اختلافها."

انكماش التفاعل

وبسؤاله عن رؤيته لوضع الأدب العربي ومكانته من الأدب الغربي قال عرودكي "لا أرى أن بوسعنا الحديث عن "تقدم" أو "تأخر" في مجال الثقافة عمومًا. من الأدق أن نتحدث عن ازدهار أو انكماش، عن خصوبة أو عن قحط، مثلاً. يعرف الأدب في كل اللغات هذه الضروب من الأزمنة مثلما يعرفها أدبنا العربي. لا أرى من وجهة نظري أن الأدب في الغرب يعيش مرحلة ازدهار استثنائية. ولا الأدب في العالم العربي كذلك. هناك تحولات في كل من العالمين بفعل التطور الهائل والسريع الذي تشهده الوسائل الرقمية لا يزال كل منهما وخصوصًا العالم الغربي يحاول العثور على مرتكزات من أجل التأقلم معها. لكن عالمنا العربي لا يزال شديد البعد عن البحث عن هذه المرتكزات بما أنه لا يزال يستورد هذه الوسائل ولم يتمكن من إنتاجها بعد. يضاف إلى ذلك كله وضع القراءة في العالم العربي ومشكلات النشر على كل مستوياتها فضلاً عن انكماش تفاعل الثقافة العربية الآن مع الثقافات الأخرى في العالم من خلال ما يُترجَمُ إلى العربية والذي لم تكف التقارير الدولية منذ سنوات عن الإشارة إليه ودق نواقيس التنبيه حتى لا نقول الخطر..لكن هذه المشكلات كما يمكن أن نرى لا تنفصل بحال عن وضع العالم العربي عمومًا منذ أكثر من أربعين عاماً، أي منذ انهيار المشروع القومي والمشروع الاجتماعي في عالمنا العربي بعد أن احتلت المشهد نظم استبدادية وسلطوية.

ثمرة الاختمار

وفيما يتعلق بالمشهد الثقافي السوري نوّه عرودكي إلى أن "أهم ما كشفت عنه الثورة السورية مع انطلاقها تلك الأصوات الجديدة غير المعروفة من قبل، التي بدأت تنطلق في فضاء الشبكات الاجتماعية أولاً ثم على صفحات مختلف الصحف العربية المقيمة أو المهاجرة، الورقي منها والإلكتروني. حيث برزت أسماء كثيرة جديدة تقول ملامح الأجيال الشابة الواعدة، وبدأت أسماء كثيرة أخرى كانت السجون قد غيّبتها طوال سنوات وسنوات تقول شخصيات حامليها وفكرهم ومواهبهم: في البحث أو الفكر الاجتماعي ـ السياسي؛ وفي الأدب الروائي، وفي الشعر بطبيعة الحال."

وأضاف : "الأهم أيضًا، هو ثورة هذه الأسماء على المؤسسات الثقافية القائمة قبل الثورة والتي كانت ضربًا من مؤسسات صُمِّمَت للتطويع والتهجين والإخضاع، حسب الحالة. فقد بدت هذه الأخيرة بسرعة لم تكن متوقعة هياكل تنتمي إلى عصر سحيق مضى لم تكن فيه شيئًا مذكورا. وانطلقت محاولات ومبادرات لاستبدال هذه المؤسسات في تجمعات جديدة..لم يكن الأمر سهلاً ولن يكون بعد أكثر من نصف قرن من التهجين والتطويع.. لكن كل حركة من هذا القبيل كانت تقول رغبة عميقة في القطيعة مع ماض قريب وفي تجديد ٍ يطال كل شيء، بما في ذلك السلوك الفردي والجمعي..هذه الحركة الثقافية هي اليوم في قلب العمل، في كل مكان. حيّة، نشيطة، خلاقة، مفعمة بالآمال وبقدرها من الخيبات.. لكنها حركة قائمة لن يصدها عن الاستمرار قنوط هنا ويأس هناك، ولن ينال منها سلوك يعيد إنتاج أنماط من الشخصية الثقافية الانتهازية أو الخانعة أو السلطوية."

وعن تقييمه للإصدارات الروائية الصادرة خلال تلك الفترة، قال عرودكي "الكتابة الروائية ثمرة اختمار طويل قوامه التجربة الحياتية والثقافية. وليس من الممكن أن ننتظر ونحن نعيش حدَثًا بمثل ما انطوى وينطوي عليه الحدَثُ السوري من تطورات درامية ومأساوية وفواجع أن يتم استيعابه في تخييل روائي بمثل هذه السرعة. وما صدر من كتابات روائية خلال هذه الفترة كانت أقرب إلى محاولات فهم الحدث من خلال التخييل الروائي أكثر من قولها له. ولابد من أن نلاحظ أن مجمل الكتابة الروائية في سورية خلال السنوات الأربعين الأخيرة لم تقم باستثناء عدد قليل جدًا من الروايات بالحفر في أرض المشكلة السورية بحثًا عن الجذور، جذور ما نعانيه الآن على المستويات جميعها، والذي كشفت ثورة السوريين الغطاء عنه في شهر آذار 2011".

أما فيما يتعلق بالدور الذي يتعين على المثقف السوري القيام به في ظل الأزمات المتلاحقة قال عرودكي "لنتفق أولاً على ما نعنيه بالمثقف. هو ـ كما عرفه ببساطة الكاتب والناشر فاروق مردم بك ـ من يعمل في الحقل الثقافي. بهذا المعنى لابد كما أرى أن يكون دور هذا المثقف هو دور الناقد الدائم لكل ما تقوم به ضروب السلطات على اختلافها، السياسية منها والدينية والحزبية والوقوف على الدوام على القطب الآخر منها جميعًا. لهذا عندما يتماهى المثقف في السلطة، ويصير جزءاً لا يتجزأ منها يفقد في نظري صفته كمثقف، ومن ثم فكل ما يقوم به هو جزء مما تقوم به السلطة التي يؤلف جزءًا منها وهو ما يستوجب النقد أو الرفض أو الاستنكار أو المقاومة بكل وسائلها المشروعة."

واستطرد: "لابد من الاعتراف بأن عددًا كبيراً ممن يعملون في الحقل الثقافي من السوريين انقلبوا على هذا الدور وتماهوا في السلطة مبررين ومفلسفين ومحامين كما لو أنهم هم السلطة ذاتها. بذلك فقدوا مصداقيتهم حتى لا أقول مشروعيتهم منذ أول كلمة همسوا بها ضد ثورة الشعب الذي ينتمون إليه. لكن عددًا كبيرًا آخرَ من المثقفين برزوا في المقدمة على الساحة السورية، وبتنا نرى وجوهًا جديدة، وأصواتًا جديدة بل ونبرات مبتكرة، شابة كلها، تعيد للمثقف ألقه وشرف مهمته. الأسماء كثيرة، وهي موزعة في كل الفضاءات الثقافية، قاسمها المشترك الأعظم يتجسد في كلمة: لا، ثم يتباينون في ما وراء ذلك، وهو ما يضفي على مشهد المثقفين السوريين حركيته وسطوعه."

مطامح الشعب

وانتقالًا للحديث عن الحالة السياسية في سورية أوضح عرودكي أن "الوضع السياسي الحالي في سوريا بات شديد التعقيد نتيجة الخيارات التي اتخذها النظام منذ اليوم الأول في مواجهة ثورة الشعب السوري. وقد أدت هذه الخيارات التي اعتمدت العنف غير المحدود إلى أن تصير سورية بوجود النظام وبمساعدته وبالتسهيلات التي قدمها ولا يزال مسرحاً لذيول كل القوى التي تريد تحقيق أجنداتها عبرها من خلال سورية وعلى حساب الشعب السوري. لم تكن المعارضة السياسية التقليدية التي تقدمت لتعلن عن نفسها ناطقة باسم الثورة، من جهة أخرى، على مستوى مطامح الشعب الذي خرج يواجه الرصاص والعنف من أجل حريته وكرامته ولا جديرة بتمثيله، ولا على مستوى التضحيات التي بذلها حتى الآن؛ فقد كانت تعيد بصورة أو بأخرى إنتاج النظام في سلوكه وفي خياراته دون أن تملك أدواته ولا مهاراته التي اكتسبها على امتداد خمسين عامًا."

وأضاف قوله: "يبدو الوضع السياسي الحالي بعد أن صار رهن القوى الكبرى والإقليمية  شبه مغلق على الصعيد السياسي لكنه لا يزال مفتوحًا على الدمار والتخريب يقوم به النظام وكافة القوى التي تقف إلى جانبه أو التي تقاتل لحسابها ثم يقوم هو بتجيير نتائج ما تقوم به لحسابه."

واستطرد: "أما المبادرات التي تطرح على الساحة بين الحين والآخر فهي مع افتراض حسن النوايا ليست أكثر من محاولات يقوم بها أشخاص أو جماعات لا ثقل سياسي حقيقي لهم. ومن ثم فلن يكون نصيبها أكثر من نصيب محاولات سابقة قامت بها الأمم المتحدة والجامعة العربية بدعم من القوى الكبرى.. لقد قضي على الشعب السوري أن يعيش مأساة غير مسبوقة في تاريخ الشعوب.. ومن المؤسف أن نهاية النفق الذي أدخله النظام فيه لا تزال غير مرئية."

 * نشر هذا الحوار في صحيفة العرب، العدد9794 الصادر بتاريخ 11 كانون الثاني/يناير 2015، ص. 12.

http://www.alarab.co.uk/?id=42415