lundi 21 septembre 2015



فايز ملص.. وداعاً..


22 شباط/فبراير 1963 

فايز ملص..

رحلتَ ولم تسعفني المسافات أن أحضر رحيلك مثلما فعلتُ قبل أكثر من نصف قرن عندما رافقتُكَ مع أصدقائك الدمشقيين إلى مطار دمشق لوداعكَ قبل رحيلك إلى فرنسا..

رحلتَ في غمرة الموت الذي يلف السوريين منذ أن أُرغمتَ، على غير إرادة منكَ، على الابتعاد عن عالمنا قبل ما يقارب خمس سنوات ..

رحلتَ وأنتَ الشاعر الذي لم يعش شعره بقدر ما عاش قضية الشعر بامتياز لدى جيلك، جيلنا، أعني فلسطين.. وقضية جيلك، جيلنا: الاستبداد الأسدي المافيوي في سورية..

دفعت الثمن غالياً: ثمن مواقفك الثابتة إلى جانب القضية الفلسطينية، وثمن مواقفك الثابتة ضد الاستبداد المافيوي في سورية..

دفعت الثمن غالياً: ثمن حريتك في النقد وفي السخرية اللاذعة..

ورفضتَ بإصرار وأنفة وكبرياء أن ترضخ لكل إغراء كان الآخرون يسعون إليه خافضي الهامات والنفوس..كي تبقى أنتَ، كما أنتَ، نقياً، شفافاً، حراً.

....

سبق لك أن ذرفتَ الدمع عليَّ قبل ربع قرن حين علمتَ أنني أوشك على الرحيل ..لم أرحل يومها.. وكان عليّ أن أتلقى، مثل أصدقائكَ جميعاَ، سخريتكَ اللاذعة التي كانت لها فضيلة تذكيرنا دوماً لو نسينا شرطنا البشري..

لكني وعلى حضوركَ الكثيف معي وبي، لم أذرف الدمع عليكَ اليوم. ذلك أني أدركُ أن اللقاء قريب، وأنكَ لن تكون هنا كي تذرفَ الدمع..ثانية..

فايز ملص: يا بطل رواية سورية لم تكتب بعد..


https://www.facebook.com/b.arodaky/posts/10206704968897153?ref=notif&notif_t=like